قصة نجاح جملون

مؤسس منصة جملون

طموحه وإصراره ورغبته في تحسين وضعه المادي، وتحقيق أي إنجاز يخدم المجتمع هو ما دفع علاء السلال إلى الإبداع في مشروعه الذي كان يخدم فئة كبيرة من الناس.

السلال الذي كان يدرك أن لاشيء مستحيلا مع الحياة، وأثبت للجميع أنه يمكن بالإصرار والتعاون واستغلال كل المهارات الوصول إلى نتيجة مفيدة ولو بأقل الإمكانات المتاحة.

“جملون” هذا هو عنوان قصة نجاح علاء السلال الذي استطاع هو وعائلته، من حلم صغير وطموح كبير وعائلة متعاونة أن يصل إلى النجاح وأن يحققه من أوسع أبوابه.

حقق علاء طموحه هذا من خلال تأسيس شركة جملون لبيع الكتب العربية والانجليزية عن طريق الانترنت، لتصل إلى القراء في بلدان العالم كافة. وقد بلغ حجم هذه المكتبة أكثر من 9 ملايين كتاب عربي وإنجليزي، وتعد اليوم أكبر متجر في الشرق الأوسط.

كان مشروعه الخاص الذي طالما حلم به منذ دخوله الجامعة، واختياره لتخصص علم الحاسوب، ثم تفوقه فيه هو نقطة انطلاقه، فاشتغل على نفسه وطور ذاته، وبدأ يلم بكل ما هو محيط في مجال تخصصه.

يقول السلال “كنت الأول على دفعتي في الجامعة، وفي نفس الوقت كنت متطوعا في منظمة رواد الذين كانوا يساعدونني في أقساط الجامعة مقابل التطوع”.

أنهى السلال فترة جامعته، وقدم لمنحة عن طريق موقع الملكة رانيا العبدالله، وبعد مقابلته في مكتب جلالتها تم اختياره للحصول على منحة الماجستير في اليونان.

وبالرغم من انهائه دراسة الماجستير، وعمله لمدة عام في اليونان إلا أن مشروعه الذي كان يحلم به ظل يسكنه آملاً في تحقيقه، إلى أن عاد إلى الأردن لينفذه.

مؤسسة السلال التي أقيمت في منزله في جبل الجوفة، كان فريقها وموظفوها مكونا من أسرته المكونة من 7 أشخاص، حيث أعطى لكل واحد من أخوته مهمة معينة عليه انجازها، فأعطى أخته ريما الصغرى التي كان عمرها 12 عاما مديرة الاتصالات والدعم الفني، فكانت تتلقى كل مكالمات الشركة وترد عليها وتعالجها.

وعيّن شقيقه حسام (14عاما) مديرا للتسويق، يتصل بالشركات ويشرح لمسؤوليها أهداف جملون وفكرتها. وصارت أخته روان (16 عاما) مديرة للمحتوى، وأصبح أخوه معتز (18 عاما) مسؤول العلاقات العامة، وأخوه محمد (20 عاما) مسؤول البرمجة، وعامر(22 عاما) مدير العمليات، وكان هو المدير العام، والدته كانت الوسيط بينهم لحل المشاكل التي تقع بينهم، وكانت هي التي تصدر الأوامر وتتابع تنفيذها.

بدأ السلال مشروعه انطلاقا من المنزل، وبالأدوات البسيطة التي تملكها العائلة (أجهزة حاسوب خاصة، وتليفون أرضي خصص لإدارة الموقع والرد على المكالمات، واستقبال الطلبات).

أما الدعاية والإعلان، يقول السلال، فقد كانت مكلفة بعض الشيء، وهو ما دفع العائلة إلى استخدام “باص” العائلة الذي تم دهنه باللون البنفسجي، ووضع شعار المؤسسة ورقم الهاتف عليه، مع الحرص على ركنه كل يوم في مكان مختلف من باب الدعاية للمؤسسة والتعريف بها. 

ويقول السلال إنه مع الوقت بدأت الطلبات تزداد، وبدأت عملية إيصال الكتب إلى أصحابها، وتزودت المؤسسة بمزيد من العتاد والأدوات الضرورية، كالطابعة، وميزان لوزن الكتب قبل شحنها إلى الخارج.

ويضيف أنهم بعد شهرين من عمر المؤسسة حصلوا على تمويل من “فادي غندور” بقيمة 10,000 دينار استطاعوا بفضلها أن يحولوا المؤسسة إلى شركة، وهكذا بدؤوا يوسعون العمل داخل المنزل، ومع توسع الشركة تدريجيا أصبح السلال يشارك في المؤتمرات خارج الأردن، للتعريف بالشركة وتسويقها في المنطقة. ومع الوقت تطورت أفكار السلال عن كيفية مساهمة الشركة في تطوير اقتصاد الأردن في المستقبل.

وفي سياق هذا التطور انتقلت الشركة إلى أويسيس 500 التي عرضت عليهم الانضمام إليها، ومنحهم 10,000 دينار، ومكاتب مجانية في مدينة الأعمال.

وفي هذا الصدد يقول السلال إن أويسيس منحته فترة تدريبية تعلم فيها كيفية وضع خطط العمل، والخطة التسويقية، وغيرها من البرامج المتعلقة بطرق إنجاز العمل في وقت محدود، مبينا أن ما تعلمه في أويسيس لم يجده في أي مكان آخر، ناصحا كل شخص بالاستفادة من هذا التدريب.

إلى جانب أن أويسيس قامت بربط شركته مع شبكة كبيرة من العلاقات المهمة التي لم يكن من السهل أن يصل إليها بمفرده. ففي هذا السياق استطاعت “جملون” بعد نحو شهرين ونصف أن تتواصل مع أويسيس لجذب الاستثمارات للشركات الناشئة، ما مكنها من الحصول على عدد من المستثمرين لفائدتها. وهذا تدريجيا تمكنت “جملون” من إنشاء مقر خاص في منطقة اللويبدة، إلى جانب زيادة عدد موظفيها، وفتح فروع خارج الأردن. ويضيف السلال أن الشركة فتحت مكتبا في لبنان، إلى جانب ما اكتسبته من مكانة وسمعة في المنطقة العربية، حيث بات 90 % من مبيعاتها خارج الأردن. 

ويعتبر السلال أن التخطيط السليم هو وراء كل هذا النجاح، وكذلك الرغبة في بناء أكبر متجر للكتب في الوطن العربي، مبينا أن جملون تضم الآن أكثر من 9 ملايين كتاب، وهو أكبر متجر في الشرق الأوسط.

ويضيف أن نشاط الشركة يرتكز على الأردن وبيروت ولندن ونيويورك، كمصادر للكتب، وقد أقامت الشركة شراكة مع أرامكس للتوصيل الكتب إلى كل دول العالم، لافتا إلى أن الشركة استطاعت أن تحقق نموا يزيد بمعدل 40 % كل شهر. 

ويختم السلال أن الشركة ستفتح خلال هذا العام مكاتب فرعية في الرياض ودبي، لتوفر خدمات الزبائن في منطقة الخليج، بالإضافة إلى إطلاق “منصة جملون” للكتب الالكترونية

 

http://www.jea.org.jo/committie/route.php?src=section_news&id=1127&sub_id=5266&MlId=13