يوسف الرشيدي شاب طموح كان يتردد على حراج مدينة الدمام في السعودية والذي يباع فيه السيارات المستعملة. ومن خلال زياراته المتكررة لمعت لديه فكرة موقع الانترنت المتخصص في بيع المقتنيات المستخدمه. بدأ يوسف مشروعه عام 2008 باسم (حراج) بعد تخرجه من كلية الحاسب الآلي بالجامعة بعام واحد، كان يبحث فيها عن الوظيفة التي لم يجدها. وبالرغم من وجود عدد من المنافسين في هذا المجال أنذاك إلا أنه بدأ مشروعه بطموح كبير وبهمة عالية وبتطلع للنجاح. لم تزد احتياجات تمويل المشروع في البداية عن 220 دولار شهرياً. ولمدة عامين متتالين.
كانت بداية يوسف الحقيقية هي إطلاق منتدى إلكتروني عام 2005 للأسهم، كان الناس يعلونون من خلاله عن بيع سيارتهم المستخدمة، وكان ذلك حافزاً له لبرمجة موقع مخصص للإعلانات الناس لما يودون بيعه من أشياء. بدأ الموقع بمحاولة كسب الثقة من المتعاملين وكان العرض في الموقع مجاناً دون أن يتقاضى الموقع أي رسوم من البائع أو المشتري. ثم تحول تدريجياً للحصول على عمولة بدأت واستمرت حتى الآن قدرها 1% تدفع بالذمة دون ملاحقة. وفي عام 2009 استلم الموقع أول ايراد مبيعات بقيمة 1100 ريال سعودي. ثم استمر يوسف بالعمل الدؤوب الذي كان يستغرق الساعات الطويلة يومياً، إذ ينهمك بما يقارب من 13 ساعة عمل يومياً لتطوير الموقع وزيادة ثقة الناس به بالرغم من الصعوبات الكبيرة التي واجهها لتثبيت الموثوقية في التعامل.
وواصل الموقع نجاحاته المتصاعدة بتحوله عام 2013م من موقع شخصي إلى مؤسسة منظمة يعمل فيها أكثر من 30 موظفاً من الشباب المؤهل. وفي عام 2015 وصل معدل التصفح لموقع حراج إلى أكثر من نصف مليار صفحة شهريًا، أما حجم المبيعات المتداولة شهريًا عن طريق الموقع فقد وصلت إلى 400 مليون ريال، كما يتم إضافة 10 آلاف إعلان يوميًا على موقع حراج. ووصل الزوار الذي يزورن الموقع في ذروته إلى حوالي 1.200.000 زائر يومياً. وأخذ الموقع يتطور ليقدم منتجات عقارية وألعاب وآلات وأجهزة وأثاث وطيور وحيوانات ومقتنيات متعددة، كما تتوافق منصة “حراج” مع الأجهزة الذكية بطريقة سهلة التعامل والاستخدام.
وانعكاساً لهذا النجاح المتزايد تقدمت أحد الشركات بعرض مالي كبير للمشاركة بملكية الموقع بنسبة 20- 30 % مقابل دفع مبلغ يصل إلى 20 مليون دولار. إلا أن الرشيدي رفض العرض متطلعاً لنجاح أكبر من ذلك. إذ يرى مؤسس الموقع أن القيمة السوقية لموقع “حراج” قد تصل إلى 600 مليون ريال. وهاهو اليوم يعتبر من أحد أشهر مواقع البيع والشراء في العالم العربي.
المرجع : صحيفة سبق 23-3-2016