كان محمد يونس يعمل مدرسًا للاقتصاد في جامعة بنغلاديش، وكانت البلاد تعاني مجـاعة، وكان محـمد يونس يشـعر بالأسـى، فـفي الوقت الذي كان يدرس النظريات الاقتصادية، كان يرى حوله -خارج الجـامـعة- فـقـراء يبحـثون عـن لقـمة العـيش، فالتـقـى امـرأة كانت تصــنع كـراسي، واكتـشـف أنها تكـســب ربحًا قدره سنتان أمريكيان كل يوم فقط. لماذا؟ لأن المرأة لا تملك المال الكافي لشراء الخيزران، فتقترضه من التاجر الذي يشترط عليها أن تبيعه الكراسي بالسعر الذي يحدده، وعلم أن تكلفة شراء الخيزران عشرون؛ أي إنها تعاني من أجل عشرين سنتًا، ولا تكسب من ذلك سوى سنتين. اصطحب محمد يونس تلميذًا، وتجولا في القرية أيامًا عدة، خرجا بعدها بقائمة تتضمن اثنين وأربعين شخصًا، مجموع ما يحتاج إليه هؤلاء، سبعة وعشرون دولارًا، هذا المبلغ الزهيد يمكن أن يؤسس اثنين وأربعين مشروعًا.
أخرج محمد يونس المبلغ، وأعطاه الاثنين والأربعين شخصًا، وأخبرهم أنه قرض، وباستطاعتهم إعادته عندما يتمكنون من ذلك، وأنهم يستطيعون أن يبيعوا منتجاتهم في المكان الذي يحصلون منه على سعر جيد.
ابتهج الناس، ففكر محمد يونس في أن يفتح فرعًا للمصرف الذي يقع في حرم الجامعة لإقراض الفقراء إلا أن مسؤولي البنك رفضوا الفكرة بحجة أن هؤلاء فقراء، وأنهم لن يعيدوا المال أبدًا.
جرب محمد يونس إقراض الفقراء من البنك، فكانت المفاجأة أنهم أعادوا كل ما استدانوه، ثم جرب إقراض أناس من خمسين قرية مختلفة، فجاءت النتيجة نفسها، ففكر محمد يونس في إنشاء مصرف مستقل، وفي عام 1983م أسس مصرف جرامين، الذي يعمل الآن في أكثر من ستة وأربعين ألف موقع في بنغلاديش من خلال 1267 فرعًا، ولديه 12 ألف موظف، وقام بإقراض أكثر من 4.5 بليون دولار على شكل قروض تتراوح بين 12 إلى 15 دولارًا للشخص الواحد، وبمعـدل لا يـزيد عـلى 200 دولار، حتى إنه يقـرض المتسولين لمساعدتهم عـلى التوقـف عن التسـول، وقـد تــوج هــذا العـــمل الريـــادي بحصول محــمد يونــس على جــائزة نوبل للســلام لعام 2006م. يمكن زيارة موقع البنك على الرابط الآتي:
www.grameen.com