كي تكون حضارياً و في عداد المثقفين العالمين المعلمين، والأدباء المبدعين، يجب عليك ان تنبذ النقول والكتب والفصول و تصغي لنصحي هذا وتتبع ما أقول:
أولا: يجب أن تجرد نفسك من كل ما هو موروث فتنبذ العتيد، و تنكر التليد، و تناقش الامر باعتباره “أمر” مكون من ثلاثة حروف أ..م..ر، فلا هو حرف جر، ولا هو فعل أمر. شيء مبتول، و كيان مجهول، لا يوصف بالفاعل او المفعول ولا المبني للمجهول … أما الثوابت و الموروثات، و الأدلة و الآيات .. فإياك ان تعول عليها، او تذعن اليها، فإن احصرت ولا بد من حجة وتقوية المحجة، فخير الأدلة القوية احصاءات حاسوبية، وتجارب معملية أو بحوث ميدانية.
ثانيا: كن قوي الايمان بالقلب و الجنان ان ما معك دوما هو الصواب، و ما مع غيرك حتما سراب، فمعك الحق المبين، وما سواه باطل مهين، فتمسك برأيك ولو ظهر ريبه، و فشا عيبه، فستجد من يقول لو لم يكن رأيه حق ظاهر لم يعلن و يجاهر، فاصبر على عليله و جاهد في سبيله، و تمثل قول شاعرهم:
فطعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم
ثالثا: إصدع برفع الصوت كلاعبي البلوت، إن كنت في جانب محقا و للفوز مستحقا فإن الفيلة و القرود لا تهرب من قوة الأسود بل من صوتها المزمجر و زئيرها المدمر.
رابعا: أكثر من الكلمات الجزلة و الالفاظ الهزلة، و الجمل الغريبة و العبارات المريبة، و أحرص على الإسهاب، و أكثر من الإطناب، و ضع على كلامك حلاوة و اكسيه طلاوة، ثم اخرج من الأمر، و تكلم عن العمر، و الحب و الخمر، و أذكر عذاب السنين، و الغربة و الحنين، و مجد الوطنية و القضية الفلسطينية، ثم أترك التحويلة و القصة الطويلة، فإنه قد مل، و عن رأيه قد زل، أو أنه قد ضل… فانتفش و قل:
و كم من عائب قولا صحيحا و آفته من الفهم السقيم
خامسا: ضع نصب عينيك و أنفك و أذنيك أنك لن تنضم إلى قافلة المثقفين العالمين المعلمين حتى تلوي لسانك و تكشر بأسنانك متشدقا بكلمة أجنبية انجليزية أو فرنسية، فهي لغات العلم، والحرب و السلم، فاحرص على الإيشن و أكثر من البيشن، و أبشر بستر العيب والجهل و الريب، فإن لها سحر عجيب يحار منه اللبيب.
و في ختام الكلام قبل الصلاة و السلام إن تتقن ما أمليته عليك من درر بين يديك، فاعلم انك قد انضممت إلى قافلة المبدعين، وأصبحت مع من ابتليت بهم الأمة، ممن ليس لهم ذمة، لكنهم في القمة…!!
هذا المقال هو رأي شخصي للكاتب. فما ذكر من رأي قد يناسب الزمان والمكان والظرف الذي قد كتب حينه وقد لا يتناسب مع الحاضر اليوم أو المستقبل، أو ربما عبر عن نفس الحال كما يدور الزمان وتتجدد الأحداث الأحزان.ويعيد التاريخ نفسه.
أ. د. أحمد الشميمري، أستاذ الإدارة والتسويق، جامعة الملك سعود،الرياض [email protected] [email protected]