تحدثنا عن خمسة أسباب رئيسة يرى القطاع الخاص انها سبباً في عدم توظيف الخريجين وهناك خمسة أسباب أخرى تكمل الاسباب العشرة التي تعيق توظيف السعويين في القطاع الخاص وهي على النحو الآتي:
6و 7 عدم التقيد بوقت الحضوروالإنصراف وعدم المواظبة على العمل
يشتكي القطاع الخاص والذي يمثله في هذه الدراسة كبرى الشركات في منطقة الرياض من عدم انضباط الموظف المواطن في الحضور والانصراف، فحضوره عندما يستيقظ، وانصرافه بعد صلاة الظهر، هذا بالإضافة إلى الخروج المتكرر لقضاء بعض حوائجة الشخصية اليومية أحياناً. ناهيك عن عدم المواظبة المستمرة في العمل, فالغياب لدى المواطن أكثر بكثير من المواطن، ونظراً لسهولة التخلي عن العمل وتركه فإن أكثر ما يتوقع أن يطاله هو الاستغناء عنه ليذهب إلى عمل آخر.
هذه الظاهرة تتضخم كثيراً عندما يقارن القطاع الخاص حال المواطن بالوافد الذي يعلم يقيناً أن النضباط في العمل والحضور والانصراف والمواظبة من متطلبات بقائه في البلاد.
8- الإفتقار إلى الجدية والشعور بالمسئولية
إن الاحساس والشعور بالمسئولية من ركائز العمل وأساسيات تفويض السلطات الإدارية وعندما يشعر القطاع الخاص بأن هذه الصفة تنعدم لدى المواطن يجد عذراً منطقياً في عدم الثقة به. وهذا الإعتقاد له شواهد كثيرة وتجارب مريرة عاشها القطاع الخاص مع بعض المواطنين، ولأن السلبيات غير المتوقعة تطغى على الإيجابيات المتوقعة وترسخ في الأذهان فإن هذا الإنطباع أصبح راسخاً لدى القطاع الخاص، ويتعمق عند المرور بأول تجربة وظهور أبسط ظاهرة تشير إلى ذلك.
وربما فاقم هذه الظاهرة الجزاءات والعقوبات المتسامحة في كثير من التنظيمات المتعلقة بالقطاع الخاص، كما أن طول إجراءات التقاضي وتثبيت الحقوق تزيد من تساهل الطرفين. لكن يظل الانطباع بعدم جدية الموظف المحلي قائماً تشير دلائله منذ المرحلة الجامعية حيث تذكر إحدى الإحصاءات أن كلية واحدة للعلوم الإدارية في المملكة تبلغ نسبة المنذرين فيها الذين يقل معدلهم التراكمي عن مقبول ( أي الحد الأدنى المسموح به) حوالي 45%!
9- إنتاجيته أقل من المتعاقد
لا يرغب الموظف المواطن في العمل المتواصل والانتاجية العالية ويستحسن الدعة والراحة وإمضاء الوقت في المجاملات والأحاديث الجانبية وقراءة الصحف والتنقل بين الأقسام. وتقتصر انتاجيته إلى الحد الأدنى، ويوكل مهامه وأعماله لمن يقل عنه مرتبه ويتواكل على المتعاقد إذ اجتمعا في مهمة أو عمل واحدة، ويحلو له الاشراف الفخري دون المساهمة الحقيقية في إنجاز المهام والواجبات.
10- عدم الرغبة في العمل لفترتين صباحية ومسائية
يشتكي القطاع الخاص من عدم رغبة الموظف المواطن في العمل لفترتين صباحية ومسائية. وذلك لطول الفترة مقارنة بالقطاع العام المقتصر على فترة واحدة لا تزيد عن ست ساعات يومياً. إذ أن المواطن يتعذر بالالتزامات العائلية والواجبات الاسرية التي تجعل من العمل فترتين أمراً مرهقاً. وبالرغم أن لهذا العذر ما يبرره إلا أن طبيعة العمل في القطاع الخاص في البيئة العربية تستدعي العمل مساءً مع الأخذ في الاعتبار أن المخصصات المالية والحوافز التشجيعية ينبغي أن تكون أكثر مما يتاح في القطاع العام. كما أن التكيف مع الواقع المحلي مطلوب كما هو الحال بالنسبة للمتعاقد المتجاوب مع هذه الطبيعة.
هذه بعض الانطباعات التي يعتقدها القطاع الخاص ويرى فيها مبرراً لعدم الحماس والتجاوب السريع مع السعودة وإحلال الوظائف بالعمالة المواطنة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الانطباعات هي انطباعات عامة المبنية على الرأي الجمعي للعينة وفق مؤشرات القيمة الاحصائية للمعدلات الحسابية. وقد لا تنطبق علىكل حالة وكل مواطن موظف أو خريج أو كل منشأة من منشآت القطاع الخاص. كما أن الخمس العوامل الأولى تقع بين موافق وموافق بشدة على أن لها أثر كبير في عدم توظيف المواطنين الجامعيين، في حين أن الخمس العوامل الثانية تقع بين محايد (غير متأكد) وموافق مما يشير إلى عدم الجزم بهذه الانطباعات نحو الموظف المواطن. إضافة إلى ذلك فهناك عدة انطباعات لم يوافق القطا الخاص عليها مثل : المواطن لا يجيد التعامل مع الحاسب الآلي، ومن الصعوبة تغيير مهام المواطن، وليس لديه قدرة كافية على التحليل وحل المشكلات، وليس لديه القدرة على الابداع, وعدم تعاونه مع زملائه في العمل.
هذا المقال هو رأي شخصي للكاتب. فما ذكر فيه قد يناسب الزمان والمكان الذي قد كتب حينه، وقد لا يتناسب مع الحاضر اليوم أو المستقبل، أو ربما عبر عن نفس الحال والمقال، كما حال في دورة الزمان وتتجدد الأحداث الأحزان.ويعيد التاريخ نفسه.
أ. د. أحمد الشميمري، أستاذ التسويق وريادة الأعمال- جامعة الملك سعود،الرياض [email protected]