فوائد حاضنات الأعمال | Benefits of Business Incubators

فوائد حاضنات الأعمال | Benefits of Business Incubators

تاريخ النشر: 7 أكتوبر، 2021

تلعب حاضنات الأعمال دورًا رئيسا في توفير المساعدة للرواد الأعمال الناشئين، خاصة في المراحل الابتدائية من دورة حياة شركتهم. فهي تقدم خدمات دعم مثل النصائح والاستشارات الإدارية، وخدمات الوساطة التي تربط الشركات المستأجرة بالموارد الخارجية، وتساعد على زيادة سعتها الاستيعابية. ومع انتشار حاضنات الأعمال المعتمدة لدى الجامعة UBIs أصبحت أحد المنافذ الأساسية إلى توفير فرصة فريدة للرواد الناشئين، ليستفيدوا من المواهب والموارد الموجودة في الجامعة. ويفيد هذا بصفة خاصة للأعمال التي تتطلب مستوى تقنية وتعقيدًا أعلى. إذ يتمكن ملاك الأعمال من الاتصال بمختبرات بحثية، وملتقيات في الحرم الجامعي، ويمكن أن يستعينوا بالأكاديميين بالنسبة إلى معرفتهم وشبكاتهم. ومن الناحية الأخرى، تستفيد الجامعات أيضًا من حاضنات الأعمال، لأنها قد تكون فرصًا لتدريب الطلبة، وترجمة تطبيقية لأبحاث أعضاء هيئة التدريس. وتحويل المعرفة إلى قيمة مضافة في ظل الاقتصاد المعرفي.  وتعتمد المنافع التي يمكن أن تجنيها حاضنات الأعمال من الجامعات على عدد من العوامل، مثل سعتها لاستيعاب التقنية، وهياكل الدعم المؤسسي، ودرجة شمول مواهب الجامعة، ونوع الفرصة التجارية التي تتوافر، ودور رائد الأعمال الناشئ. كما أوضحت الدراسات العلمية أن الشركات التي تنشأ في حاضنات الأعمال تواجه مخاطر فشل أقل (Bathula et al, 2011).

ويمكن حصر فوائد حاضنات الأعمال فيما يلي:

  • الاشتراك في تكاليف التشغيل الأساسي

يشارك المستأجرون في حاضنة الأعمال في أنواع عديدة من التكاليف الإصافية، وهي تشمل تكاليف المرافق، والمعدات المكتبية، وغرف المؤتمرات، والمختبرات، وخدمات الاستقبال، إضافة إلى ذلك، عادة تكون تكاليف الإيجار الأساسية أقل من المعتاد في المنطقة، التي تنمو فيها الأعمال المبتدئة، مما يسمح لرواد الأعمال أن يحققوا وفورات إضافية. لكنه من الجدير بالذكر أن الحاضنات لا تسمح للمستأجرين بأن يظلوا في البرنامج إلى ما لا نهاية، فيصل الحد الأقصى في معظم اتفاقيات الاحتضان الطويلة ثلاث سنوات، مع تقديم بعض البرامج كخيارات تجديد لسنة واحدة أو سنتين فقط.

 

  • المساعدة الاستشارية والإدارية

توفر الحاضنات والعاملون فيها المعلومات، والنصحية المتبصرة في مجالات واسعة من موضوعات الأعمال، من التسويق إلى التمويل والتوسع في الأعمال. ويجب على ملاك الأعمال الصغيرة أن يتذكروا أن المسؤولين عن الإشراف على برنامج الحاضنة عادة ما يكونون عارفين تمامًا بالأوجه المتنوعة لعالم الأعمال، فهم مورد يجب استغلاله استغلالًا كاملًا.

 

  • الاتصال بالممولين والمستثمرين

تساعد العديد من حاضنات الأعمال الرواد في حصولهم على رأس المال عن طريق القروض أو المنح. وتقوم الحاضنات أيضًا بربط الأعمال بالمستثمرين عن طريق الإشارة المرجعية. وتساعد رواد الأعمال على إعداد العروض المناسبة لأصحاب رأس المال المغامر، وتساعد الشركات على التقديم المقنع للحصول على قروض. كما تساعد البدايات على جمع رأس المال عن طريق قبولهم في برنامج حاضنة فقط. وتعتبر حاضنات الأعمال كمرشح مؤهل للأعمال. فهؤلاء المقبولون في الحاضنات يكتسبون شرعية وموثوقية في مجتمع الأعمال.

 

  • تنوع مجالات حاضنات الأعمال

إحدى المميزات الرئيسة للحاضنات هي أن المفهوم يعمل في كل المجتمعات بكل الأشكال، والأحجام، والقطاعات الديموغرافية أو السكانية، والصناعات. ففي الكثير من الحالات، من الطبيعي أن تأخذ الحاضنة بعض سمات المجتمع الذي تقع فيه. مثال ذلك، يمكن أن تروج الحاضنات الموجودة في مناطق حضرية للشركات المعتمدة  لوجود الزراعة في المنطقة. وأخرى يمكن أن تعكس بيئتها التخصصية أو ميزتها التنافسية. ويؤكد مؤيدو برامج الحاضنات أن رواد الأعمال الصغيرة في المجتمع يجب أن يعرفوا إلى أين يتجهون ليبدأوا ويشغلوا مثل هذه الأعمال أكثر من المنشآت التي تركز على الإنتاج الغزير.

 

  • رفقة رواد الأعمال

ذكر الكثير من ملاك الأعمال الصغيرة، الذين بدأوا مغامرات ناجحة عبر الحاضنات أن وجود رواد زملاء في الحاضنة كان عنصرًا رئيسًا في نجاحهم. ولاحظوا أنه عن طريق جمع الرواد مع بعضهم بعضًا تحت سقف واحد، أنتج وجودًا ديناميكيًّا وبيئة إيجابية، حيث يستطيع ملاك الأعمال أن يقدموا التشجيع بعضهم لبعض، ويشتركوا في المعلومات عن الموضوعات المرتبطة بالأعمال، ويشيدوا شبكات اتصالات يمكن أن تخدمهم جيدًا لسنوات قادمة.

 

  • تقليل معدل فشل المشروعات

إذ توفر حاضنات الأعمال المناخ المناسب والإمكانيات والمتطلبات لبداية المشروعات الصغيرة. تساعد المشروعات الصغيرة والمتوسطة على مواجهة الصعوبات الإدارية والمالية والفنية والتسويقية التي عادة ما تواجه مرحلة التأسيس. وقد أوضح أحد التقارير التي أجراها قطاع الأعمال والمقاولات في الاتحاد الأوروبي أن تجربة الستة عشر دولة أوروبية في الحاضنات منذ نشأت برامج الحاضنات فيها ( منذ أكثر من خمسة عشر عامًا)  أفرزت نتائج إيجابية، حيث إن 90% من جميع الشركات التي تمت إقامتها داخل الحاضنات الأوروبية ما زالت تعمل بنجاح بعد مضي أكثر من ثلاثة أعوام على إقامتها. كما أجرت جامعة ولاية نيويورك في عام 2002 دراسة لتقييم حاضنات الأعمال التكنولوجية جاء فيها: أن متوسط معدل حياة المشاريع المحتضنة بلغ أكثر من 87% وهو متوسط عال نسبيًّا إذا ما قورن بمتوسط الحياة للأعمال التي لا تنشأ داخل الحاضنات، والذي يتراوح بين 20% و 30% (NBIA, 2012a).

 

  • توفير فرص العمل

يعتبر توفير فرص العمل للشباب فائدة أساسية من إنشاء الحاضنات. فهي تسهم في تنمية الموارد البشرية، وحل مشكلة العاطلين عن العمل والباحثين عن أعمال مناسبة. كما أن تنمية مهارات وروح العمل الحر والقدرة على إدارة المشروع تمثل أهم تأثيرات وجود حاضنات الأعمال في أي مجتمع، بالإضافة إلى العمل على إيجاد فرص عمل دائمة وغير دائمة، مباشرة وغير مباشرة من خلال الشركات التي تساعد الحاضنات في إقامتها وتنميتها. وتذكر الإحصائيات أن 75% من فرص العمل في الولايات المتحدة  الأمريكية  منذ عام 1979م نتجت عن 10 % من المؤسسات الصغيرة.

وعن دور حاضنات الأعمال في إيجاد فرص العمل الجديدة أوضحت إحدى الدراسات أنه قد تم إيجاد 26 ألف فرصة عمل جديدة من خلال 78 حاضنة مشروعات فقط في دول مثل جمهورية التشيك، واستطاع برنامج حاضنات المشروعات في إيجاد 440 شركة ومؤسسة جديدة ناجحة. وقدرت الجمعية الأمريكية لحاضنات الأعمال NBIA أن حاضنة شمال أمريكا على سبيل المثال قد أوجدت ما يقارب من 500.000 فرصة عمل جديدة منذ عام 1980م. وأن كل 550 فرصة عمل توجد من قبل المشاريع المحتضنة تولد 25 فرصة عمل أخرى للمجتمع.

 

  • زيادة شراكة الجامعات مع الشركات والقطاعات الخاصة

تسهم حاضنات الأعمال في توظيف نتائج البحث العلمي والابتكارات والإبداعات في شكل مشروعات، تجعلها قابلة للتحول إلى الإنتاج. كما تعمل الحاضنات كجسر يربط المشروعات الناشئة والمبتكرة بالقطاعات الإنتاجية وحركة السوق ومتطلباته.

وفي دراسة عن التأثيرات التي نتجت عن إقامة الحاضنات التكنولوجية في البرازيل، وخاصة تقييم الأثر الاجتماعي ودورها في تنمية المجتمع ونوعية رجال الأعمال الذين تخرجوا من الحاضنات، والتي يرجع تاريخ إنشاء أول حاضنة فيها إلى عام 1984م، حيث توضح الدراسة التي أجريت على 62 حاضنة، وهي الحاضنات العاملة فعليًّا في البرازيل، أن الشركات المقامة داخل الحاضنات ينقسم أصحابها من حيث النشأة إلى أربعة أقسام:

  • 33% من هذه المشروعات أقامها أفراد تركوا شركات القطاع الحكومي.
  • 33% من هذه المشروعات أقامها أفراد أعضاء هيئة التدريس وطلاب عاملون بالجامعات.
  • 17% من هذه المشروعات أقامها أفراد خرجوا من القطاع الخاص البرازيلي.
  • 17% من هذه المشروعات أقامها أفراد جاءوا من الشركات التي رعتها واحتضنتها الحاضنات من قبل، وتركوها لإقامة مشروعات خاصة بهم.

ومن خلال هذه الإحصائيات يمكن استخلاص الدور التنموي الحيوي الذي تقوم به الحاضنات، من حيث تعزيز الشراكة مع القطاعات العامة والخاصة.

 

  • تطويرمنتجات السوق المحددة

تسهم حاضنات الأعمال في فتح المجال أمام الاستثمار في مجالات ذات جدوى للاقتصاد الوطني مثل حاضنات الأعمال التكنولوجية وحاضنات الصناعات الصغرى والداعمة وحاضنات مشاريع المعلوماتية، كما تعتبر نافذة لاستحداث أسواق ومنتجات جديدة بالسوق متناسبة مع البيئة المحلية للحاضنة. ومن الأمثلة الناجحة على هذه التنمية الاقتصادية للمجتمعات، تجربة ولاية ميريلاند الأمريكية، حيث أقامت الولاية شبكة من الحاضنات تتكون من ست حاضنات مختلفة التخصصات، بدأ العمل في أحدثها في ديسمبر عام 2000 وبعد أقل من عام على بدء تشغيل هذه الشبكة، كانت المشروعات التي تمت إقامتها من خلال هذه الحاضنات إضافة حقيقية للمنتجات والمشاريع في الولاية أدت إلى إضافة مبلغ 96 مليون دولار أمريكي إلى خزانة الولاية. وتقدر القيمة الكلية لفرص العمل التي تستطيع أن توجدها هذه الشبكة حوالي 2400 فرصة عمل جديدة ودائمة للمواطنين داخل الولاية.

 

  • المساهمة في التطور التقني.

تعمل الحاضنات على إقامة مشروعات إنتاجية أو خدمية صغيرة أو متوسطة ودعمها تعتمد على تطبيق تقنية مناسبة وابتكارات حديثة. إذ تبرز حاضنات التقنية كأهم أنواع الحاضنات التي تخرج منها شركات تقنية عملاقة وشهيرة، أمثال شركة إنتل وشركة ديل وباي بال ودروب بوكس وغيرها. ويمكن توضيح فوائد حاضنات الأعمال في توطيد علاقات التعاون بين مختلف الأطراف المعنية (الجامعات، ومراكز البحث، والمجتمع، والحكومة، والشركات، والعملاء)

 

هذا المقال هو رأي شخصي للكاتب. فما ذكر فيه قد يناسب الزمان والمكان الذي قد كتب حينه،  وقد لا يتناسب مع الحاضر اليوم أو المستقبل، أو ربما عبر عن نفس الحال والمقال، كما هي الحال في دورة الدهور والأزمان وتجدد الأفراح والأحزان. وكما قيل فالتاريخ يعيد نفسه.

أ. د. أحمد الشميمري، أستاذ التسويق وريادة الأعمال- جامعة الملك سعود،الرياض [email protected]  [email protected]