عوامل نجاح الحاضنة | Factors Affecting the Success of Incubators        

عوامل نجاح الحاضنة | Factors Affecting the Success of Incubators        

تاريخ النشر: 7 أكتوبر، 2021

إن حاضنات الأعمال هي إحدى الأدوات الرئيسة التي توفر لرواد الأعمال مكانًا محتملًا، ودعمًا مشتركًا، وخدمات لتنمية الأعمال أو تطويرها. كما تساعد الأعمال الصغيرة أثناء فترة بدايتها عندما تكون أكثر عرضة للإنهاك المالي. وفي حين أنها ليست الدواء لجميع الأمراض لحالات النضال الاقتصادية للمجتمع، فهي ازدهار للأعمال الصغيرة، وترويج لمفهوم وثقافة ريادة الأعمال. وفيما يلي سبعة عوامل للحاضنة الناجحة نوضحها كما يبين الشكل (1-5) التالي فيما يلي:

 

الشكل (1-5) عوامل نجاح الحاضنات

  1. الأهداف الواضحة

يوجد العديد من أنواع الحاضنات وهياكلها. فتطور الجامعات حاضناتها لتستفيد من العلم، والتقنية والملكية الفكرية، التي تنتج من الأبحاث الجامعية. في حين يبدأ المستثمرون الخاصون الحاضنات كطريق للاستثمار في شركات متعددة ويحققون ربحًا. ومن ناحية أخرى تختلف أسباب الحكومة لبدء الحاضنات، إلا أنها يمكن أن تشمل قفزة في البداية للاقتصاد، وإنتاج وظائف، وتطوير قطاع، إلخ. ويمكن أن تختار مجتمعات أخرى أن تنشأ الحاضنات لتملأ الفجوة المفقودة من الخليط الاقتصادي، سواء كانت حاضنة تجارة تجزئة، أو مكتبًا، أو صناعة خفيفة. وبغض النظر، فمن المهم تحديد الهدف من الحاضنة، هل هو إشغال الحاضنة ببساطة، أو تخريج مستأجرين. ويمكن أن تشمل الأهداف الأخرى تطوير خليط مكمل لتجارة التجزئة وأعمال الخدمة، أو منح روح جديدة لقلب المدينة التجاري، أو مستوى محدد من إنتاج الوظائف، أو ترويج ريادة الأعمال في المجتمع وزيادة المكاسب لدى المقيمين بها. فمن الضروري تحديد أهداف محددة لتطوير عملية التطبيق وتوصيل المنافع لتحديد الموقع للمستأجرين المحتملين في الحاضنة. ومن أبرز سمات الحاضنات الناجحة أن تكون صاحبة رؤية ورسالة واضحة، فعلى سبيل المثال تعتبر رؤية حاضنة جامعة غرب تكساس المعروفة West Texas A&M University  وهي:

“نمو قاعدة الاقتصاد المناطقي وتنويعها، واختيار الاتصالات المحلية التي تعين على استغلال أساليب الاحتضان التجاري، والتطوير الريادي، والتعليم الريادي”.

أما رسالتها فكانت:

  • توفير التسهيلات لرواد الأعمال التي تمكنهم من تقليل المخاطر، وتخفيض رأس المال، وتكلفة العمليات، ومساندتهم في بداية طريق النجاح.
  • توفير التعليم، والقيادة، والتشجيع لريادة الأعمال والابتكار والإبداع التجاري.

وقد أظهرت المسوحات المجراة على حاضنات الأعمال: أن أهداف إنشاء الحاضنات بشكل تفصيلي يمكن اختصاره بما يلي:

  • تعزيز التوجه نحو الإبداع والابتكار.
  • إنتاج مؤسسات ناجحة قادرة على البقاء والاستمرارية بالاعتماد على ذاتها.
  • نقل المعرفة وتبادلها، وتسويق التقنية والتطبيقات العلمية الحديثة.
  • مساعدة الخريجين على الحصول على فرص عمل.
  • إنعاش الأحياء والمناطق السكنية.
  • تعزيز الاقتصاديات المحلية والوطنية.
  • ﺘﺴرﯿﻊ ﻨﻤو اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﺠﺎرﯿﺔ في المجالات المختلفة.
  • ﺘﻘﻠﯿل ﻤﻌدل اﻟﻔﺸل ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺎرﯿﻊ اﻟﺠدﯿدة.
  • ربط الأعمال الصغيرة بعضها ببعض من خلال شبكات الأعمال المعرفية.
  • تحويل البحوث العلمية إلى منتجات اقتصادية يمكن تسويقها.

 

وكما تم الإشارة إليه سابقًا فإن أهداف الحاضنات العامة كثيرة ومتعددة، وقد اقترحت جمعية حاضنات الأعمال الأمريكية أهدافًا محددة وقليلة، يمكن للحاضنات تبنيها عمليًّا هي:

  • توفير فرص العمل
  • إنماء ثقافة ريادة الأعمال
  • تسويق التقنية

وتظهر هذه الأهداف في الشكل الآتي:

الشكل (2-5) أهداف الحاضنة

 

وفي المقابل، فقد بينت الأبحاث أن السبب الرئيس في “فشل” الحاضنات هو الغايات والأهداف غير الواضحة في بداية الخطط، أو افتقار مركز الحاضنة لمهارات إدارة الأعمال.

 

  • مدير الحاضنة

من المرجح أن يناضل المستأجرون في الحاضنة مع أعمالهم المبتدئة. وبطبيعة الحال قد لا يكون مدير الحاضنة من اختيار المستأجرين، كما أن العمليات اليومية والتنسيق، والتسهيل لخدمات الأعمال من أهم أعمال الحاضنة، والمفاتيح لوصول الحاضنة إلى أهدافها. ومن هنا فإن المدير هو المسؤول عن كل المكونات الرئيسة للحاضنة المذكورة، وهو يعمل كمسهل، وموجه، ومنسق، وزميل لكل مستأجري الحاضنة، كما قد يتطلب العمل أن يكون صاحب علاقات مع مجتمع الأعمال ليأتي بالخبرة، والاتصالات، والموارد، والظهور في المجتمع.

  1. خدمات الأعمال المقدمة في الحاضنة

بينما يعتبر المستأجرون أنفسهم إضافة تأتي بالمهارات والخبرات المتنوعة، فمن المهم عند تحديد الخدمات المقدمة أخذ المراحل المتنوعة لتطور الأعمال من التخطيط، والإنشاء، والصيانة، بل وربما التوسع والتخرج من الحاضنة في الحسبان. وفيما يلي بعض الخدمات التي يمكن أن تكون مهمة للمستأجرين، أو المستأجرين المحتملين، أو رواد الأعمال الذين قد لا تتواجد أعمالهم في الحاضنة، لكنهم يدفعون رسوم العضوية لاستخدام التسهيلات والخدمات. ومن تلك الخدمات المتوقع وجودها في الحاضنة الناجحة:

  • تطوير خطة الأعمال
  • المساعدة التسويقية
  • شبكة الأعمال والاتصال
  • الدعم التقني
  • تمويل البداية
  • خدمة العميل
  • استقطاب وتعيين العاملين وإدارتهم
  • خدمات المحاسبة وإدارة الميزانية

 

  1. المشاركة في المصادر

أن تكون هناك مشاركة في المصادر المساندة التي تختلف باختلاف طبيعة المشتركين في الحاضنة. فيمكن أن تشمل الخدمات المشتركة عمل النسخ، وخدمات الناسوخ (الفاكس)، ومركز للاتصال، وخدمات السكرتارية/ الاستقبال، وغرف المؤتمرات، والشحن والاستلام، والتخزين، ودعم الحاسب، والتأمين، واتفاقيات الشراء المشترك، ومدير أو عاملي الحاضنة، ونظام الصوت، والإنذار المتكامل، وتقارير الائتمان، والمساعدة على التسويق والترويج المشترك، وخدمة الإنترنت، بل ومواقع ويب والتجارة الإلكترونية أيضًا.

 

  1. المكان المناسب

تختلف الاحتياجات للمكان باختلاف تركيز وتخصص الحاضنة. فإذا قرر عدد من المستأجرين أن ينتجوا طعامًا، يمكن أن يكون المطبخ التجاري ومنطقة التخزين البارد مناطق ومعدات مشتركة مناسبة.  وإذا كان التركيز كبيرًا على تجارة التجزئة، فيمكن أن تصبح أرصفة الشحن والاستلام ضرورية. وبصفة عامة، يكون الإيجار المنخفض أول ما يجذب المستأجرين المحتملين. ويشجع التخطيط الداخلي والحجم المرن لمكان الحاضنة رواد الأعمال والمستأجرين على طول فترة الإقامة فيها. وكذلك يساعد على مقدرة المستأجرين على النمو في الحاضنة: إما عن طريق شغل مكان أكبر، أو عن طريق التوسع في موقعهم الحالي.

 

  1. التمويل

يجب أن يعمل مدير الحاضنة، أو فريق الدعم في الحاضنة على القدرة على التواصل مع أصحاب رؤوس الأموال أو الصناديق المانحة أو البنوك، وذلك عن طريق تطوير شراكات والبحث عن منح وفرص تمويلية أخرى. فمن الضروري دعم المستأجرين الذين يبحثون عن رأس مال في صورة قواعد بيانات ومعلومات اتصال عن جهات الدعم والتمويل. وبينما قد لا يكون الاتصال برأس المال هو المرحلة الأولى لمشروع الحاضنة، فقد يكون من المناسب تخصيص مبالغ صغيرة كبرنامج قرض مصغر Micro Loan Program في الحاضنة لمن يحتاج من المستأجرين. وبينما قد لا يكون لهذا الأولوية للحاضنة، فإنه يمكن أن يساعد التمويل المستمر مع الدورات التدريبية نمو الدخل المالي للحاضنة ويضمن استمرار عملها.

وفي الكثير من الدول، تمول الحكومات الوطنية أو على مستوى المناطق برامج الحضانة كجزء من إستراتيجية التنمية الاقتصادية الشاملة، أو تعتمد على الجامعات الحكومية لدعم وتمويل الحاضنات. لكن في الولايات المتحدة التي تمتلك أكبر عدد من الحاضنات في العالم تكون معظم برامج الحضانة مشروعات بموارد مدعومة من مؤسسات المجتمع والقطاع الخاص. وبالعادة تكون إدارة التنمية الاقتصادية للولايات المتحدة U.S. Economic Development Administration مصدرًا للتمويل المتكرر لتطوير برامج الحضانة، لكن بمجرد أن ينشأ البرنامج ويعمل فإنه لا يحصل تقليديًّا على تمويل اتحادي، وتقدم قلة من الولايات تمويلًا مركزيًّا للحاضنات. وتمثل بالعادة الإيجارات ورسوم العملاء حوالي 59% من إيرادات الحاضنة، تليها ثانيًا عقود الخدمة أو المنح (18%)، ثم مساعدات التشغيل (15%).

وبدأت فكرة برامج الحضانة الهادفة للربح، والحاضنات “الخاصة” في نهاية التسعينيات من القرن العشرين الميلادي، وذلك من قبل المستثمرين والساعين للربح لدخول الأعمال بسرعة وتحقيق عائدات كبيرة. وفي ذلك الوقت، قدر NBIA أن حوالي 30% من كل برامج الحاضنة كانت روؤس أموال هادفة للربح. لكن عند انفجار فقاعة الدوت كوم أغلقت الكثير من هذه البرامج. وفي مسح الذي أجراه NBIA  عام 2006 كان 6% فقط من المستجيبين هادفين للربح. ومن جانب آخر هناك بعض برامج الحاضنة (بغض النظر عن أنها هادفة للربح أو غير هادفة للربح) تأخذ حقوق ملكية في شركات العملاء، إلا أن معظمها لا يعمل ذلك. وذكرت 25% فقط من برامج الحاضنة أنها تأخذ حقوق ملكية من عملائها.

 

  1. سياسة القبول والإقامة.

تساعد أهداف الحاضنة في تحديد عملية التقدم للحاضنة والقبول فيها. ويجب أن تتصف المعايير المختارة بالمرونة والإبداع. فقد لا يكون رائد الأعمال مالك الأفكار الإبداعية قادرًا على وضع الخطة التطبيقية لها.  بينما يمكن أن يكون رجل الأعمال التقليدي قادرًا على تشغيل محل دون أن يأتي بمنتج مبدع أو خدمة ابتكارية في السوق. ومن المعلوم أن لكل رائد أعمال مهارات وقدرات مختلفة، وأن كل الأفكار ستكون على مستويات متنوعة من التطور، لتسمح لمدير الحاضنة أو فريق الدعم بتوفيق المهارات والإمكانات الممكنة مع خدمات الأعمال المناسبة. وتستغرق عملية التقديم للحاضنة وقتًا، ويجب أن يقدر المستأجرون المحتملون أن الحاضنة تقبل المستأجرين بناء على أفكاركم الإبداعية، وخطط أعمالهم القوية. وبدون ذلك لن يكون لهم مكان فيها. وعادة تهتم الحاضنات الناجحة بهذه الاعتبارات والمعايير في القبول والإقامة:

  • عملية التقديم

تستخدم بعض الحاضنات طريقة غير رسمية، حيث يتصل المستأجر المحتمل هاتفيًّا بمسؤول اتصال الحاضنة، ويبين له ما إذا كانت الأعمال والأفكار التي قدمت كافية لاعتبار قبولها في الحاضنة. ويجب أن يطلب من المتقدمين أن يقدموا خطة أعمال وتمويل، وذلك مع طلب التقديم للحاضنة. ويمكن أن يختلف مستوى عمق خطة الأعمال اللازم من ملخص أو بصورة نظامية أكثر، خطة متعددة السنوات اعتمادًا على نوع المشروع. ومع ذلك فيجب أن تكون استشارات الأعمال متاحة للمتقدمين، وتشمل اتصالًا للمساعدة في تخطيط الأعمال أو التخطيط المالي.

  • تقويم المعطيات، وتشمل التقويمات الأساسية: كفحص خطة الأعمال والتمويل، مع النظر بوضوح إلى جاذبية السوق، وإستراتيجية الوصول إلى السوق، وإستراتيجية التنفيذ. ويمكن أن يبين فريق دعم الحاضنة تفضيله لاستهداف مجموعات معينة خاصة إذا كان أحد أهداف الحاضنة هو التركيز على قطاع معين من السوق. كما يمكن أن يكون هناك متطلبًا بتخصيص الحاضنة على منطقة جغرافية معينة، مما يعطي فرصة لتقييد مجتمع المتقدمين في المنطقة المحلية. وبصورة مستقلة. ومن جانب آخر، يجب أن يأخذ المستأجرون في الحسبان إذا كانت الحاضنة توفر لهم الخدمات التي يحتاجونها بما في ذلك الموقع، والتسهيلات الكافية، والخدمات المناسبة، والوقت الكافي والتكلفة قبل التخرج. ويجب أن يأخذ المستأجرون في الاعتبار أيضًا أي تبادلات يمكن أن يمروا بها عن طريق الدخول في الحاضنة، مقارنة بالأعمال من المنزل، أو أي موقع آخر.

 

  • الاستئجار – بعد الاختيار، يجب أن يكون لدى المستأجرين خطة أعمال وتمويل كاملة للاستئجار، واتفاقية إيجار موقعة، تذكر أي زيادات في الإيجار خلال فترة وجود المستأجر في الحاضنة، وأي خطوط إرشادية خاصة بالتخرج. إضافة إلى هذا، يجب أن يتعرف المستأجرون معرفة تفصيلية بالتسهيلات والخدمات المتاحة في الحاضنة.

 

  • المراجعة والتخرج – من المهم أن تكون عملية المراجعة المستمرة للأعمال المحتضنة، وأهدافها، على خط زمني واضح ومحدد متوافق مع تخرجها ويبين متى سيكون التخرج الفعلي من الحاضنة. ويمكن أن ترتبط سياسة التخرج بنمو الأعمال في مكانها أو في الحد الزمني لإقامتها في الحاضنة. وسيكون من المهم لتخريج الأعمال تجديد وتوسيع خطة الأعمال والتمويل للتشمل خطة الموقع الجديد، والمكان الأكبر ومتطلبات أخرى للتسويق وكذلك التمويل للانتقال إلى مكان بمستوى السوق. وستكون استشارات الأعمال في الحاضنة ضرورية لمساعدة هذه الأعمال الناشئة على الانتقال من الحاضنة إلى الواقع العملي الحقيقي.

 

متطلبات نجاح الحاضنة

  • مدير حاضنة، أو استشاري أعمال مقيم لديه خبرة مناسبة، أو المؤهل العلمي لتخطيط أعمال الحاضنة وتسويق الأعمال الصغيرة واحتضانها.
  • سياسة اختيار تركز على الأعمال الناشئة التي من الأكثر ترجيحًا أن تنمو بسرعة.
  • سياسة خروج تعرف بوضوح متي يجب أن تتخرج المنشآت الناجحة.
  • قواعد إقامة تجبر المحتضنين الضعاف أن يتركوا الحاضنة فورًا.
  • ملكية واضحة لأماكن الإقامة تمكن الحاضنة من تمديد الفترة الزمنية ( من 5 إلى 10 سنوات).
  • “بنية تحتية” مناسبة، تشمل مرافق واتصالات هاتفية، تتاح لكل المستأجرين.
  • دعم قوي من الجهات الحكومية المعنية والشركاء.
  • فريق عمل ملتزم.

 

هذا المقال هو رأي شخصي للكاتب. فما ذكر فيه قد يناسب الزمان والمكان الذي قد كتب حينه،  وقد لا يتناسب مع الحاضر اليوم أو المستقبل، أو ربما عبر عن نفس الحال والمقال، كما هي الحال في دورة الدهور والأزمان وتجدد الأفراح والأحزان. وكما قيل فالتاريخ يعيد نفسه.

أ. د. أحمد الشميمري، أستاذ التسويق وريادة الأعمال- جامعة الملك سعود،الرياض [email protected]  [email protected]