إن رواد الأعمال Entrepreneurs غالباً ما يتمتعون بالطاقة والحماس وتنقصهم الخبرات والمال والاعتمادات الرسمية. إننا جميعاً نقلق من الفشل، إلا أن الرواد لا يدعون الخوف يقف حائلاً بينهم وبين السير قدماً إلى الأمام، وهذا ما لا يفعله غير رائدي الأعمال. ومن المعلوم أن بداية كل عمل تجاري تتطلب قدراً كبيراً من الثقة في النفس ورغبة في التحكم في أمور العمل، والسبب الذي يبديه رواد الأعمال حول إقدامهم على العمل التجاري يرتبط في الغالب بالرغبة في التحكم في مصائرهم وتفادي المباشرة إلى رؤساء.
وهناك عوامل عديدة تدفع رائد الأعمال للإبداع والابتكار تتداخل بعضها مع بعض. فمنها ما هو متعلق بالصفات الشخصية ومنها ما هو متعلق بالعمل التجاري ومنها ما هو بالفكرة التجارية ومنها ما هو متعلق بالبيئة المحيطة. وفيما يلي نستعرض بعض هذه الصفات التي تشعل همة الحماس والطموح لدى رواد الأعمال.
1- موظف صعب
إن صاحب المنشأة الصغيرة الناجح لربما كان موظفاً صعباً، وبكل تأكيد أن الكثيرين من رواد الأعمال الناجحين كانوا قد تعرضوا للفصل من وظيفة واحدة أو وظائف قبل الشروع في أعمالهم التجارية الراهنة. والكثير من الناس الذين يتم فصلهم من وظائفهم يواجهون صعوبة في إبلاغ أقاربهم، لأن هناك صفة بغيضة ترتبط بحادثة الفصل. لكن الفصل من الخدمة لا يعني أنك “خاسر”، بل لربما يعني مجرد أن طبيعتك المباشرة والمستقلة تزعج أولئك الذين من حولك. معظم رواد الأعمال يواجهون صعوبة في العمل لدى مؤسسات كبيرة التي تكون فيها مهاراتك المتعلقة “بكيفية الانسجام مع كل فرد في المؤسسة الكبيرة” هي أكثر أهمية من العمل الذي تؤديه فعلاً.
2- صعب الانقياد
بصفة عامة يكون أداء رواد الأعمال في المنشآت الصغيرة أفضل منه في المؤسسات الكبيرة, وفي النهاية تكون الرغبة في الاستقلالية والمسئولية المستقلة هي المهيمنة والتي تدفعهم إلى البدء في أعمالهم الخاصة بهم، والاتجاه السائد لدى رواد الأعمال هو أن يكونوا رواداً وقادة. وبمجرد قطع علاقاتهم مع المؤسسات الكبيرة، فإن القلة من رواد الأعمال هم الذين يلتفتون إلى الوراء، فالمنشأة الصغيرة تعطي القدرة على فعل شئ مفيد والحصول على مكافأة منها.
3- ناقد لما حوله
إن الناس يحبون الأفكار الجديدة، ويحبون انتقادها، وأن يكونوا الأوائل الذين يكتشفون الأخطاء القاتلة والتخلص منها. ورواد الأعمال يبحثون عن سبب لرفض الأفكار الجديدة، لا لشئ إلا لأنها جديدة، وهم متأكدون جداً من واقع الأشياء إلى الدرجة التي يفقدون فيها القدرة على رؤية كيف يمكن أن تكون الأشياء. وأن رواد الأعمال يميلون إلى البحث عما هو إيجابي بدلاً من السلبي، فإذا لم ينجح شئ من الأشياء، فإنهم لن يهدرون الوقت في تحليل أسباب عدم النجاح بل يكرسون طاقاتهم ليأتوا بحل يفضي إلى النجاح.
4- قائد
القيادة صفة أساسية لرواد الأعمال، ولأن القيادة مثل مهنة الريادة، فهي عبارة عن وضع يتم اكتسابه يوماً بيوم، إلا أن هناك خيارات شخصية هامة يجب أن يتخذها القادة الجدد وذوي الخبرات على أساس منتظم. رواد الأعمال ذوي الكفاءة والفاعلية هم القادة ذوي الكفاءة والفاعلية أولاً وأخيراً.
وفي الحقيقة أن الأخلاقيات الشخصية لا يمكن أن تنفصل من الأخلاقيات المهنية، ولهذا السبب شخصية القائد تعتبر أساسية. القائمة أدناه المكونة من عشر مميزات تُعتبر معياراً في غاية الأهمية للقيادة إضافة إلى كونها دليلاً قيماً لتقييم صاحب المنشأة ذو الصفات العالية والناجح:
- يُعتبر المستوى العالي من الأخلاقيات في المقام الأول من بين هذه الصفات العشرة. أصحاب المخازن الذين يتصفون بالأمانة ويعيدون باقي الفائض إلى العملاء هم مثال على كيفية انعكاس الأخلاقيات الشخصية في السلوك المهني. القرارات التي تُتخذ تحت الضغط والإغراء هي الفاصل بين الرواد العظماء وبين المحتالين.
- الطاقة العالية. رواد الأعمال العظماء لا يتعرضون للإجهاد بسبب التعامل مع القضايا الصغيرة، وهؤلاء الناس يعرفون الصحيح من الخطأ ويعرفون الفرق بين ما هو مهم فعلاً وما هو مفيد لا أكثر من ذلك.
- القدرة على العمل بالأولويات ووضع أهمية مماثلة لوضع الأولويات. الكثير من قوائم الأولويات القيمة تنتهي في سلة مهملات الحياة. الفرق بين وضع الأولويات والعمل بها هو الفرق بين الحالم والفاعل. وكما نعلم أن الرائد ينطبق عليه الاثنان معاً.
- الشجاعة. الرغبة في تحمل المخاطر وتقبل مسئولية النتائج هي الصفة الثابتة لدى القادة ورواد الأعمال المتميزين. فإما أن تتحكم أنت في كل شئ تفعله أو تتحكم المخاوف في كل شئ تفعله. لن تكون المؤسسة أقوى من رائد الاعمال.
- رواد الأعمال الملتزمون والجادون والمثابرون سوف يطورون في آخر الأمر مؤسسات تتصف بالالتزام والجدية والمثابرة بصرف النظر عن مع من بدءوا أو عن الخبرات التي يأتوا بها إلى العمل.
- رواد الأعمال غير التقليديين يكون لديهم دافع للابتكار وليس لديهم صبر لانتظار مكالمة هاتفية قبل أن يبدءوا في العمل. إن رواد الأعمال ذوي الكفاءة هم مجددون يتصرفون بسهولة ويفضلون أن يتشكلوا غداً بدلاً من تكرار ما تم في الأمس.
- رواد الأعمال لديهم توجه نحو الهدف الرامي إلى اتخاذ قرارات قاسية، علماً أن التوجه نحو الهدف يبعث الدافع والطاقة ويحمينا من ألم المهمة الشاقة. إن المحافظة على مؤسسة موجهة نحو هدف معين يزيد من فاعليتها وكفاءتها.
- إن الحماس الناتج عن الدافع هو مثل الضوء الإرشادي على الفرن، والحماس الأصيل ينتقل كالعدوى. فالناس يترقبون الحماس من قادتهم، وبالمثل مستوى إلهام المؤسسة يتوقف مباشرة على حماس صاحب المنشأة سواء كان هذا الحماس عالياً أم متدنياً.
- الناس ذوي المستويات العقلية العالية يصنعون قادة حقيقيين يتصدون للمشاكل بدلاً من مجرد الاستجابة لها. صاحب المنشأة الصغيرة الذي بإمكانه أن يظل بارداً تحت وطأة الضغوط يمنح الثقة لأولئك العاملين في المؤسسة ويعزز موقفهم على فعل نفس الشيء.
- الرغبة في مساعدة الآخرين على النجاح هي صفة القائد العظيم الحقيقي، والتعاون ينشأ عندما يستثمر صاحب المنشأة فعلاً جهوده في نجاح الآخرين. يقول زيج زيجلر ” الناس لا يهمهم مقدار معرفتك حتى يعرفوا مقدار اهتمامك بهم”.
تذكر أن ريادة الأعمال مثل القيادة فهي فن وليس علم. ومثلما أن الفرق بين القائد الأصيل الفعال والمدير قصير الأجل يمكن أن يوجد في القرارات الشخصية التي يتخذها الفرد عند اختيار كيفية نمط حياته، فإن الفرق بين رجل الأعمال ورائد الأعمال يمكن أن يوجد في التزام صاحب المنشأة على المدى البعيد بالمبادئ المذكورة أعلاه.