هناك مجموعة من العوامل التي يجب توافرها في هذه المنشآت لكي تستطيع أن تسير في طريق النجاح. وإن هذه العوامل تشمل العوامل الشخصية الخاصة بمؤسسي المنشأة، ومجموعة العوامل المتعلقة بالبيئة الداخلية للمنشأة، وأخيرًا هناك مجموعة العوامل المتعلقة بالبيئة الخارجية التي لا بد من توافرها لضمان نجاح قطاع المشروعات الصغيرة.
- العوامل الشخصية:
نظرًا لأن المنشأة الصغيرة يتم تأسيسها في القطاع الخاص قد يكون لدوافع ذاتية وشخصية خاصة بالمؤسس، فإن القطاع الخاص يتمتع ببعض الخصائص التي يتطلبها العمل الحر والتي يجب أن يراعيها مؤسس المنشأة الصغيرة، وأن يتكيف شخصيًّا وفقًا لها. وحيث إن الربح هو الحافز المحرك للمنشآت في القطاع الخاص، فإن تحقيق هذا الهدف يتطلب الآتي:
- طول فترة العمل اليومي مع سيادة نظام الدوامين في الغالب.
- من المتطلبات المهمة الانضباط في العمل.
- إجادة كثير من المهارات المهمة مثل اللغة الإنجليزية، والحاسب الآلي، والخلفية الإدارية وغيره من المهارات الفنية المهمة.
- الجدية من قبل المستثمر للتكيف مع ظروف العمل.
- الحرص قدر الإمكان على اكتساب الحد الأدنى من الخبرة قبل تأسيس المشروع. خاصة أن فرصة اكتساب الخبرة بشكل عملي وسريع أكبر في المنشآت الصغيرة؛ وذلك لارتباط صاحب المشروع المباشر بأنشطة المشروع، فغالبًا ما يقضي صاحب المشروع وقتًا طويلًا يوميًّا في أعماله الخاصة.
- العوامل المتعلقة بالمنشأة:
هناك مقومات أساسية عدة تتعلق بالمنشأة نفسها يجب مراعاتها لتحقيق نسبة أكبر في احتمالية نجاح المشروع، ومن هذه العوامل ما يجب الإعداد له وتجهيزه قبل إنشاء المشروع والبعض الآخر يمكن تحقيقه في أثناء التشغيل.
- أهم خطوة للإعداد للمنشأة الصغيرة هي إجراء دراسة أولية عن جدوى المشروع، التي على ضوئها يمكن وضع خطة للمشروع حيث وجد أن من أهم المشكلات المسببة للفشل هي تجاهل هذه الدراسة واستئناف المشروع بشكل ارتجالي غير مدروس.
- تطوير القدرات الإدارية اللازمة لسير العمل في المنشأة حيث إن تطوير وتحديث ورفع كفاءة الإدارة يترتب عليه أن الإدارة في المنشأة تعتمد منهجًا صحيحًا للإدارة في تحقيق أهدافها.
- تعزيز ودعم وظيفة التسويق في المنشأة الصغيرة التي تساعد على معرفة السوق والفرص التسويقية والحرص على تحسين جودة المنتج. وإن التوجهات التسويقية الحديثة تساعد بشكل قاطع على إرضاء العميل.
- الاهتمام بوظيفة التمويل والمحاسبة، التي تساعد على وضع الخطط المالية الملائمة مع التعامل مع الجوانب المالية والمحاسبية بطريقة صحيحة تضمن التغلب على المشكلات في هذا الحقل، وترشيد التكاليف عن طريق تخصيص الموارد المتاحة واستخدامها بكفاءة.
- توظيف التقنية في المشروع بما يتلاءم مع احتياجات المنشأة ومتطلبات النشاط. فمثلًا يمكن أتمتة جميع الأعمال الإدارية داخل المشروع، بحيث يتم الاستغناء عن الورق قدر الإمكان. ومن ذلك استخدام أنظمة الموارد البشرية والمحاسبة والمخازن بما يضمن تنظيم العمل وتجويده. ويساعد ذلك على توظيف التقنية مع تطور المشروع ونموه ويجعلها أكثر فعالية.
- العوامل المتعلقة بالبيئة:
هناك عدد من الإمكانيات اللازم توافرها في البيئة لكي تسهم بشكل فاعل في تمهيد طريق النجاح لهذا القطاع. ومن أهم هذه العوامل الآتي:
1 – التخطيط المركزي الحكومي لأنشطة المشروعات الصغيرة مع تحديد أوجه المساعدة التي يحتاج إليها كالتمويل والتسويق، وذلك بعد تحديد احتياجاتها. ومثال ذلك إنشاء هيئة المشروعات الصغيرة في المملكة العربية السعودية عام 1437هـ.
2 – الدعم الحكومي لعملية تطوير رواد الأعمال Entrepreneurs من خلال التنسيق مع الجامعات والمعاهد المتخصصة.
3 – دعم الاختراع والابتكار في الجامعات وحث القطاع الخاص للمساهمة في تطوير ودعم البحث العلمي التطبيقي.
4 – وجود قاعدة بيانات مركزية تتلاءم مع احتياجات المشروعات الصغيرة، وتساعدها على توفير المعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات.
5 – التنسيق مع الجهات التمويلية المختلفة لوضع برامج تمويلية متنوعة وداعمة للمشروعات الصغيرة.
6 – تقديم المساعدات التسويقية على المستويين المحلي والدولي.
8 – تنسيق التكامل مع المشروعات الكبيرة من خلال توفير المعلومات المتعلقة بالمشروعات الكبيرة من المواصفات اللازمة لاحتياجاتها من مستلزمات الإنتاج التي تقدمها المشروعات الصغيرة.
هذا المقال هو رأي شخصي للكاتب. فما ذكر فيه قد يناسب الزمان والمكان الذي قد كتب حينه، وقد لا يتناسب مع الحاضر اليوم أو المستقبل، أو ربما عبر عن نفس الحال والمقال، كما هي الحال في دورة الدهور والأزمان وتجدد الأفراح والأحزان. وكما قيل فالتاريخ يعيد نفسه.
أ. د. أحمد الشميمري، أستاذ التسويق وريادة الأعمال- جامعة الملك سعود،الرياض [email protected] [email protected]