أختلف الفكر الإداري حول ما إذا كان هناك اختلاف بين القيادة والرئاسة. فهناك من يرى اختلافاً بينهما يتمثل في:
أولاً: مصدر القيادة : فالقيادة تنبع تلقائياً من الجماعة ومصدرها من الجماعة بمعنى وجود اعتراف من جانب الأفراد بإسهام الشخص في تحقيق أهداف الجماعة. بينما الرئاسة مفروضة على الجماعة وفقاً للأوضاع التنظيمية القائمة، وسلطة الرئيس مرهونة بالنظام الذي حدد له سلطته الرسمية.
ثانيًا: يتمثل في اختيار الهدف:
ففي الرئاسة يختار الرئيس الهدف، ولا تحدده الجماعة ، بينما تشترك الجماعة مع قائدها في اختيار الهدف.
ثالثاً: في القبول:
بما أن القيادة مصدرها الجماعة. بينما سلطة الرئيس يستمدها من خارج الجماعة، فلا تسمى الجماعة في هذه الحالة بالتابعين، حيث إنهم يقبلون سلطته، خوفاً من العقاب إذا امتنعوا، أو قصروا في تنفيذ أوامره وتعليماته.
أما القيادة، فهي أكثر قبولاً؛ لأنها تعتمد أساساً على الحوافز الإيجابية في تنفيذ الأهداف لا على الحوافز السلبية، لهذا قيل بحق: (كل قائد رئيس، وليس كل رئيس قائداً).
لكن عارض هذا التفريق بعض علماء الإدارة، وعدوا ذلك مبالغة من الكتّاب والباحثين في ذكر الكثير من الفروق المميزة بين الرئاسة والقيادة. فهذا الرأي لا يميل إلى فكرة التباعد بين القيادة والرئاسة، ويعلل ذلك بأنهما يتحدان في الغرض، ويختلفان في الأسلوب أو الوسيلة القيادية. ويستطرد ذلك الرأي، قائلاً بأن الرئاسة ما هي إلا نوع من القيادة التسلطية أو التقليدية وفي الإمكان تطويرها بتدريب كل رئيس على الاتجاهات الإنسانية والسلوكية الحديثة؛ ليصبح قائداً.
وينتهي إلى أن الخلاف بين القيادة والرئاسة ليس خلافاً في الدرجة أو المستوى، ولكنه خلاف حول الأسلوب والوسيلة القيادية.
وكما تعددت الآراء حول الفروق بين القيادة والرئاسة، فقد ظهرت أدبيات وأطروحات مستفيضة حول الفروق بين القيادة والإدارة خاصة في مجال التطبيق والممارسة. يقول كوتر Kotter (1990) في كتابه الذي قارن فيه بين الإدارة والقيادة: «إن الوظيفة المهيمنة للإدارة هي توفر النظام والاتساق للمنظمات، في حين أن وظيفة القيادة هي التغير والحركة. كما أن الإدارة تسعى إلى توفر النظام والاستقرار للمنظمة في حين تسعى القيادة إلى التغير الفعال الذي يمكن التكيف معه». وقد وضع أكثر من كاتب فروقا بين القائد والمدير، خاصة في مجال التطبيق والممارسة، ومن ذلك ما يوضحه الجدول رقم (1 – 7).
الجدول رقم (1-7) الفرق بين القائد والمدير
القيادة/القائد الإدارة/المدير | عامل المقارنة | م | |
اختيار الطريقة الصحيحة للعمل | اختيار العمل الصحيح | الاختيار | 1 |
بناء الهيكل التنظيمي ووضع الأنظمة | تحديد الرؤية وبلورة الرسالة | التركيز | 2 |
يهتم بالكفاءة (طرق الاستخدام والسياسات) | يهتم بالفاعلية (تحقيق النتائج) | الفاعلية والكفاءة | 3 |
يهتم بالجزئيات والتفصيلات | يهتم بالكليات والعلاقة بين الجزئيات | الشمولية/الجزئية | 4 |
يهتم بالمحافظة والصيانة والجودة | يهتم بالتطوير والتجديد والإبداع | التجديد/التطوير | 5 |
يعتمد على الرقابة والسيطرة | يلهم الثقة بالآخرين، ويركز على الرقابة الذاتية | الرقابة | 6 |
يقبل الأمر الواقع، ويتعامل معه | يقبل التحدي، ويحاول تغير الواقع | التحدّي | 7 |
هذا المقال هو رأي شخصي للكاتب. فما ذكر فيه قد يناسب الزمان والمكان الذي قد كتب حينه، وقد لا يتناسب مع الحاضر اليوم أو المستقبل، أو ربما عبر عن نفس الحال والمقال، كما هي الحال في دورة الدهور والأزمان وتجدد الأفراح والأحزان. وكما قيل فالتاريخ يعيد نفسه.
أ. د. أحمد الشميمري، أستاذ التسويق وريادة الأعمال- جامعة الملك سعود،الرياض [email protected] [email protected]