الفشل يصنع النجاح

الفشل يصنع النجاح

تاريخ النشر: 23 مايو، 2021

يقول الروائي الأمريكي جيمس فاريل “إذا تركت الظروف توقفك من العمل فإنها سوف توقفك دائماً”. قم بتوسعة هذا الاقتباس إلى أبعد من ذلك لنقول أنك إذا تركت الناس يوقفوك من متابعة أحلامك فإنهم سوف يوقفوك دائماً. إن الأهداف الطموحة تتطلب إبداعاً رائعاً. فتأسيس شركة كبيرة بسرعة إما بالحصول على حصة كبيرة في الأسواق الجارية أو بتأسيس سوق جديد ضخم عادة ما يستدعي أفكاراً ثورية.

يجب على رائد الأعمال أن يتوقع احباطات متكررة، وهناك احتمال كبير أن سنوات من العمل لربما لا تأتي بشيء. ما لم تكن لصاحب المنشأة الصغيرة رغبة ملتهبة في تغيير العالم، فإن عليه عدم الشروع في مشاريع ثورية. وإليك هذه القصة المعبرة التي تنبيك عن تحول الفشل إلة نجاح

ففي يوم من الأيام التحق شاب أمريكي يدعى والاس جونسون بالعمل في ورشه كبيره لنشر الأخشاب، وقضى الشاب في هذه الورشة أحلى سنوات عمره، حيث كان شاباً قوياً قادراً على الأعمال الخشنة الصعبة .وحين بلغ سن الأربعين وكان في كمال قوته، وأصبح ذا شأن في الورشة التي اشتغل بها لسنوات طويلة ولكن فوجئ برئيسه في العمل يبلغه أنه مطرود من الورشة وعليه أن يغادرها نهائيا بلا عوده!

في تلك اللحظة خرج الرجل إلى الشارع بلا هدف، وبلا أمل وتتابعت في ذهنه صور الجهد الضائع الذي بذله على مدى سنوات عمره كله، فأحس بالأسف الشديد وأصابه الإحباط واليأس العميق وأحس « كما قال ؛وكأن الأرض قد ابتلعته فغاص في أعماقها المظلمة المخيفة ..

لقد أغلق في وجهه باب الرزق الوحيد، وكانت قمة الإحباط لديه بأن ليس لديه ولدى وزوجته شيء من مصادر الرزق غير أجرة العمل من ورشة الأخشاب، ولم يكن يدري ماذا يفعل!! وذهب إلى البيت وابلغ زوجته بما حدث، فقالت له زوجته ماذا نفعل ؟

فقال : سأرهن البيت الصغير الذي نعيش فيه وسأعمل في مهنة البناء..

وبالفعل كان المشروع الأول له هو بناء منزلين صغيرين بذل فيهما جهده، ثم توالت المشاريع الصغيرة وكثرت وأصبح متخصص في بناء المنازل الصغيرة .وتوالت عليه الطلبات لبناء المنازل الصغيرة. وفى خلال خمسة أعوام من الجهد المتواصل أصبح هذا الرجل مليونيراً مشهورا .

إنه « والاس جونسون « الرجل الذي انشأ وبنى سلسله فنادق هوليدي إن  Holyday Inn

أنشأ عدداً لا يحصى من الفنادق وبيوت الاستشفاء حول العالم ..

يقول هذا الرجل في مذكراته الشخصية ؛ لو علمت الآن أين يقيم رئيس العمل الذي طردني، لتقدمت إليه بالشكر العميق لأجل ما صنعه لي فَعندما حدث هذا الموقف الصعب تألمت جدا ولم افهم لماذا، إما الآن فقد فهمت إن الله شاء أن يغلق في وجهي باباً ليفتح أمامي “طريقا” أفضل لي ولأسرتي.

 

هذا المقال هو رأي شخصي للكاتب. فما ذكر فيه قد يناسب الزمان والمكان الذي قد كتب حينه،  وقد لا يتناسب مع الحاضر اليوم أو المستقبل، أو ربما عبر عن نفس الحال  والمقال، كما حال في دورة الزمان وتتجدد الأحداث الأحزان.ويعيد التاريخ نفسه.

أ. د. أحمد الشميمري، أستاذ التسويق وريادة الأعمال- جامعة الملك سعود،الرياض [email protected]