الفرق بين ريادة الأعمال والمنشآت الصغيرة

الفرق بين ريادة الأعمال والمنشآت الصغيرة

تاريخ النشر: 23 مايو، 2021

يكثر الخلط بين ريادة الأعمال والمنشآت الصغيرة فهناك من يبدأ مشروعاً لمنشأة صغيرة أو ناشئة  ويعتبر نفسه رائد أعمال، بل أن هناك جهات تقوم برعاية مشاريع صغيرة وتسمي أصحابها رواد أعمال، وهناك مؤسسات عامة وخاصة تمول مشاريع منشآت صغيرة وتسميها للاسف بمشاريع ريادة الأعمال. كما أن هناك من يستخدم في بعض الكتابات مصطلحات ريادة الأعمال لتدل على نفس معنى المنشآت الصغيرة، في حين أن هناك فرقاً بين المفهومين. ولكي نبدأ بالتفريق العلمي فإننا ننطلق من التعريف العربي لريادة الأعمال الذي وضعه الشميمري وآخرون 2010 بأن ريادة الأعمال هي “إنشاء مشروع اقتصادي حر يتسم بالإبداع ويتصف بالمخاطرة”. وبالنظر إلى مكونات هذا التعريف العملي وبحسب ما يراه بيتر دراكر Peter Drucker أحد أهم أساطين الإدارة وريادة الأعمال فإن المفهومين مختلفين بالرغم من وجود كثير من الصفات التي يلتقيان بهما. إلا أن ريادة الأعمال بمفهوها العلمي السليم تتميز بأربعة صفات تجعلها مختلفة عن المنشآت الصغيرة. تتلخص هذه الصفات بما يلي :

  • مقدار خلق الثروات

فالمشروعات الصغيرة تهدف إلى توليد دخل مستمر ومرضي لصاحبه يتجاوز ويكون أفضل من التوظيف التقليدي. أما ريادة الأعمال فتهدف إلى إنشاء ثروة مستمرة ودائمة يتجاوز مداها الأحلام البسيطة إلى بناء الثراء الكبير. وهذا يعني أن رائد الأعمال يتوقع ان يقفز به مشروعه إلى عالم الثروة، ولا يمكن أن ينتج ذلك إلا بأن مشروعه يقدم إضافة مبتكره ذات قيمه تجعل من خلق الثروة ممكناً ومحتملاً.

  • سرعة بناء الثروة

إن المشروعات الصغيرة تبني ثروتها عادة عبر حياة صاحبها وفق وقت زمني طويل، فالمشروع الصغير يبقى عادة مدة طويله وهو على حاله مشروعاً صغيراً، وقد لا يتطور في الظروف العادية في حين أن مشروعات ريادة الأعمال تحقق الثروة الريادية يبنيها رائد الأعمال خلال زمن قياسي في حياته العملية لا تتجاوز عادة خمس إلى عشر سنوات.

  • المخاطرة

المشروعات الصغيرة تنشد الأمان والتقليدية وتتبتعد عن المخاطرة إذا أنها ذات تقليد مشابه لكثير من غيرها من المشروعات الصغيرة. أما ريادة الأعمال فتتميز بالمخاطرة العالية، وهي الثمن الذي يتوقع لرائد الأعمال أن يدفعه مقابل الثراء. وبغير المخاطرة فإن الريادة تزول وتكون مشروعاً صغيراً.

  • الابتكار والإبداع

ريادة الأعمال تتصف بالابتكار والإبداع وتحويل تلك الأفكار إلى منتجات وخدمات مربحة، وهي أكثر بكثير مما يمكن أن تتصف به المنشآت الصغيرة. هذا الابتكار والإبداع يحقق لريادة الأعمال الميزة التنافسية المستديمة التي تخلق الثروة. ويمكن أن تظهر تلك الإبداعات والابتكارات بصيغة منتجات جديدة، أو خدمات ذات قيمة مضافة، أو أساليب إدارية وعملية وتقنية جديدة. أما المنشآت الصغيرة فلا تلزم أي ابداع أو ابتكار بل أنها تعتمد على تقليد الأخرين مع شيء بسيط من الإختلاف لا يرقى إلى مستوى الإبتكار والإبداع. ولنا أن نتصور كم من المشروعات الصغيرة سميناها بالخطأ ريادة الأعمال، فجنينا على المفهم وهضمنا حق الرواد الحقيقيين.

 

هذا المقال هو رأي شخصي للكاتب. فما ذكر فيه قد يناسب الزمان والمكان الذي قد كتب حينه،  وقد لا يتناسب مع الحاضر اليوم أو المستقبل، أو ربما عبر عن نفس الحال  والمقال، كما حال في دورة الزمان وتتجدد الأحداث الأحزان.ويعيد التاريخ نفسه.

أ. د. أحمد الشميمري، أستاذ التسويق وريادة الأعمال- جامعة الملك سعود،الرياض [email protected]