أخلاقيات رائد الأعمال

أخلاقيات رائد الأعمال

تاريخ النشر: 23 مايو، 2021

هل اشتريت مرة شيئًا، ووجدت فيه عيبًا لم يخبرك به البائع؟ هل سبق أن غشك أحد أصحاب المحال؟

نعم، كل ذلك يحدث، ولكنه منافٍ للتجارة الرابحة للتاجر المسلم، فعن عن حكيم بن حزام  عن النبي  قال: «البيِّعانِ بالخيار ما لم يتفرَّقا، فإن صدقا، وبيَّنا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا، وكتما محقت بركة بيعهما»().

وأنت بوصفك رائد أعمال تدخل مجال التجارة وأنت تنوي بها رضا الله؛ ابتغاء لطلب فضله وبركته في إنماء مالك وتجارتك. وهي سبب لتحويل العادات إلى عبادات، فأنت تبدأ بعمل مشروع إنتاجي صغير، وتبتغي به الخير لنفسك، وأن تتخذ التجارة وسيلة لصلة الأرحام وإيتاء ذي القربى، وتتمثل في ابتغاء الخير للآخرين بالمشاركة في توفير احتياجات المسلمين.

ومن هنا، فعلى رائد الأعمال المسلم مراعاة عدد من السلوكات الإسلامية بالبيع والشراء منها:

 

أولًا: الكسب الحلال.

التاجر المسلم يحل الحلال، ويحرم الحرام، ويقف حيث أوقفه الله، ويبتعد عما نهاه عنه. فلا يخدعه كثرة الربح ليرتكب ما حرم الله عليه، فالتجارة فيما حرم الله والمنتجات أو الخدمات التي تضر الإنسان والمجتمع هي سحت نهى الله ورسوله عنها. وأن يحرص أن يكون رزقه طيبًا بعيدًا عن شبهات الحرام مثل الربا والقمار وتضليل الناس والغش والخداع. ومن نقاء المال أداء الزكاة دون تأخير، ودفع أجر من يعمل معه وأداء الدين بلا مماطلة.

 

ثانيًا: أداء العمل بدقة وإخلاص.

يحرص التاجر المسلم على أن يؤدي عمله بإخلاص، ويبذل قصارى جهده لأدائه بإتقان. وقد بين الرسول  ذلك بقولـه في الحديث: «إن الله يحب من العبد إذا عمل عملًا أن يتقنه»(). فعندما يبيع سلعة أو يقدم خدمة للآخرين، فيحرص كل الحرص على أن يكون الأداء مستوفيًا لجـميع الشروط الفنية ومقاييس السلامة. ومن ذلك يحرص أن يقدم منتجات ذات جودة عالية، وليست رديئة وسريعة العطب.

 

ثالثًا: الأمانة.

يجب على التاجر أن يكون أمينًا في معاملته، وأن يكسب ثقة العملاء والجمهور بقوله وفعله، ويتجنب الحلف في البيع ولو كان صادقًا. ويتجنب المبالغة في مدح السلعة بغير حق. ويذكر محاسن المنتج كما يذكر قصوره بأمانة. ولا يخفي المعلومة عن العميل، أو يستغل جهله بالمنتجات والخدمات. وعليه اتباع الطريق القويم في معاملة الآخرين والنصح لهم، ويحب لهم ما يحب لنفسه.

 

رابعًا: أن يكون حسن الخلق.

إن من أهم الصفات التي ينبغي أن يتصف بها رائد الأعمال والتاجر المسلم بوجه خاص هي حسن الخلق. فبالخلق الحسن والمعاملة الحسنة يستطيع التاجر أن يكسب الزبائن كما يكسب العاملين لديه. فلا تصدر منه الكلمات النابية والألقاب المنقصة للآخرين. يكتسي محياه بالابتسامة والاستقبال البشوش، والحوار المحترم، والاستعداد لخدمة العميل.

 

خامسًا: الالتزام باللوائح والقوانين.

من المهم أن يقوم التاجر الصغير بالالتزام بالأنظمة التي تضعها الدولة تحقيقًا لمصالح الجميع وحفظًا لحقوق الناس ومراعاة للمجتمع واهتمامًا بالبيئة والممتلكات العامة. ويسعى في ممارساته بعدم الإضرار بالناس أو بالمنافسين امتثالًا لقول رسول الله : «لا ضرر ولا ضرار»().

 

هذا المقال هو رأي شخصي للكاتب. فما ذكر فيه قد يناسب الزمان والمكان الذي قد كتب حينه،  وقد لا يتناسب مع الحاضر اليوم أو المستقبل، أو ربما عبر عن نفس الحال والمقال، كما هي الحال في دورة الدهور والأزمان وتجدد الأفراح والأحزان. وكما قيل فالتاريخ يعيد نفسه.

أ. د. أحمد الشميمري، أستاذ التسويق وريادة الأعمال- جامعة الملك سعود،الرياض [email protected]  [email protected]